- إنضم
- 24/06/2017
- المواضيع
- 1,170
- المشاركات
- 2,834
- مستوى التفاعل
- 18,035
- النقاط
- 14,960

تناقشنا كثيراً بصفحات منتدى إكس بوكس Ar عن الخطوات التي من الممكن أن يقوم بها فريق الإكس بوكس للخروج بأفضل نتيجة ممكنة لجماهيره ولسوق الألعاب بشكل عام بعد الضغوطات التي تعرض لها قسم الألعاب خلال السنين الماضية والتي لم تكن بأفضل فترة يمكن أن يمُرَّ بها أي شخص على الإطلاق فقد كانت عبئاً كبيراً جداً وقادرة على إسقاط أقوى وأشرس منافس ممكن أن يعرفه تاريخ هذه الصناعة لهذا كانت لدينا حدود دقيقة رسمناها كأقصى ما يمكن أن تقوم به مايكروسوفت والنتيجة كانت بمؤتمر XBOX E3 2018 فهل كان كل شيء كما رسمناه ووضعناه بأيدينا نحن المعجبون أم أن هنالك من قام برسم حدوده الخاصة؟ لنبدأ على بركة الرحمن.
ملاحظة: كل ما ستقرأه هنا هو تحليل شخصي عائد لكاتب المقال وهو استكمال لسلسلة نقاشات بدأناها قبل أحداث معرض E3 لهذا العام يمكنكم الرجوع إليها من خلال الروابط التالية (1) (2) (3) ولكم الحرية التامة بمشاركتنا كما جرت العادة.

"البداية الجديدة، والتذكير بالأصل، والمفاجآت!"
أدركت مايكروسوفت بأن جماهير جهازها باتت متشتتة بمطالبها بسبب تأثيرها بما يجري من حولها من أحاديث إعلامية ومن مضايقات من مجتمعات اللاعبين الأخرى وكما نعلم قاعدتك الجماهيرية المخلصة هي أغلى ما تملكه بالسوق لذا كان لابد من عرض مليء باللحظات المنعشة للذاكرة والذي إفتتحت به مايكروسوفت المؤتمر والذي جعل الجماهير تردد أسماء عناوين الجهاز الأيقونية خلال لحظات بسيطة ما بين فورزا، قيرز، فيبل حتى وصل العرض لتلك اللقطة التي أعادت تذكير الجميع بالسبب الذي أدخلهم لعالم الإكس بوكس وهي لقطة البطل الأسطوري "ماستر تشيف" حاملاً خوذته الأيقونية التي نشاهدها بالصورة بالأعلى.
بعكس العروض المتعارف عليها، مايكروسوفت أرادت من هذا العرض بالذات بأن يعزز الثقة بنفوس ملاك منصتها وأن يمنحهم الشعور بالأحقية بالتباهي بأيقونات جهازهم المفضل كما يفعل ملاك المنصات الأخرى وإبعاد فكرة التخلص منها واستبدالها بعناوين أخرى جديدة بحجة أنها لم تعد تواكب العصر ولدحر ذلك نهائياً، كشف لنا العرض بنهايته عن مفاجأة غير متوقعة وهو محرك SlipSpace Engine أو "الصدع الفضائي" الجديد كلياً والمخصص لدعم كافة إصدارات السلسلة القادمة بقدراته المبهرة. نعم، الرسالة كانت واضحة، لماذا نتخلص من ماضينا الذي أوصلنا لهذا اليوم؟ وهنا نذكر عبارة فل سبينسر الشهيرة التي أطلقها بالعام 2011 : إذا أضعنا طريقنا مع هيلو، ذلك يعني بأننا أضعنا طريقنا مع الإكس بوكس.
بعد ذلك تتابعت عروض حصريات الجهاز المعروفة لتخرج لجماهيرها بأفضل حلة ممكنة كما فعلت هيلو ببداية المؤتمر والتي جعلت الجميع يتحدث عن روعة ما شاهدوه منها والجدلُ جاريٍ بخصوصها حتى هذه اللحظة بين مجتمعات اللاعبين وما يمكن بأن تقدمه حين صدورها بالأسواق، نعم فريق الإكس بوكس عزز بهذا الثقة بنفوس لاعبي المنصة وأن لا يترك فجوة لذلك السؤال: متى تختفي هذه الحصريات؟ لكن ماذا عن من ينتظر العناوين الجديدة هل هذا كُلُّ شيء؟ الإجابة بالخطوة التالية.

"تعزيز المستقبل والحفاظ على الماضي"
الخطوة العبقرية التي قام بها فل سبينسر هي بالإعلان عن تعزيز عدد أفرقة الطرف الأول بخمس أفرقة إضافية ليس رداً على أي جهة منافسة بالسوق بل إنتقائاً لهذه الأفرقة بعناية للمساهمة ببناء مستقبل الإكس بوكس ولكون هذه الأستوديوهات اشتهرت كثيراً بعملها مع مايكروسوفت فإن عملية إنضمامها لعائلة أستوديوهات الشركة لن تشكل أي حساسية بين مجتمعات اللاعبين والإعلام وهنا نُعيد وصفها بالخطوة العبقرية. أُعجبنا كثيراً هذه الخطوة كونها تعتبر تأكيد إضافي على جدية الشركة بالإستثمار في قطاع الألعاب والتي ستبقينا مترقبين أكثر لما يمكن أن نحصل عليه من هذه الفرق الموهوبة مستقبلاً.
إحدى الآثار الإيجابية التي تحدث عنها فل سبينسر عن ضم الفرق الجديدة هو تخفيف الضغط على أستوديوهات الشركة القديمة التي تتعرض له منذ سنوات خاصة من تلك الإحتجاجات التي تطالب الأفرقة بالتخلي عن عناوينها الرئيسية ( هيلو، قيرز، فورزا ) وما لا يدركه الكثيرون بأن الإقدام على خطوة كهذه ستهدم سنوات وسنوات من الجهود التي قامت بها الشركة لتأسيس هذه الفرق المحبة والمخلصة لسلاسلها والتي لا يمكن الإستعاضة عن جهودها لتقديم ما يرضي المعجبين ويتفهم مطالبهم ولعل التاريخ مليء بالأمثلة والعبر على سلاسل ألعاب ضاعت ولم تزدهر لأكثر من ثلاث سنوات متتالية بسبب تقلب أفرقة التطوير خلفها.
نتائج الإستحواذ أعطت مفعولها بسرعة فمع نهاية المؤتمر لم يعد هنالك أي صوت يطالب بتخلي أفرقة مايكروسوفت عن سلاسلها الشهيرة كما إعتدنا سماعه من قبل وذلك لكون عملية الإنتقاء كانت قد تمت بطريقة عبقرية جداً ولتعوض ما يفتقر إليه الجهاز من حصريات، والرائع بأن بعض هذه الأستوديوهات قد وجد ملجأه أخيراً وهو مظلة مايكروسوفت بعد أن عانى خلال سنوات طويلة ليصارع من أجل بقائه بالسوق.

"الخدمات هنا لتبقى"
لا أعلم حقيقة لماذا لا يزال البعض يعامل الخدمات عن كونها آفة حلت بسوق الألعاب وهي عكس ذلك تماماً؟ مايكروسوفت شهيرة بتزويد مستخدمي منصاتها بأفضل الخدمات والتي تعود بالمنفعة على الألعاب نفسها بهذا الزمن أكثر من أي وقتٍ مضى وعلى من يشكك بهذه الحقيقة مراجعة مؤتمر مايكروسوفت لهذا العام ففيه رسالة واضحة عن أهمية هذه الخدمات وحصولها على إعلانات قوية كما شاهدنا مع خدمة القيم باس وقائمة الألعاب القوية المنضمة لها إضافة لحصولها على مزية جديدة بعنوان "فاست ستارت" تخول اللاعبين للبدء بلعب الألعاب المتوفرة بالخدمة قبل أن تتم عملية التحميل بوقت قياسي جداً وجميعها مؤشرات إيجابية لصالح الخدمات.
من الحقائق التي علمنا بها أيضاً من بعد المؤتمر بأن مشتركي هذه الخدمات هم أكثر من يشترون الألعاب لكونهم يستطيعون تجربة الألعاب بأنفسهم والحكم عليها دون الإعتماد على المراجعات والآراء المشبوهة. الخدمات باتت تنعش الصناعة فهنالك ألعاب رائعة بقيت في ظل غيرها من الألعاب القوية الصادرة بنفس موسمها لم ينتبه إليها الكثيرون فتصبح العودة إليها صعبة جداً وقد تصل لدرجة التعرف عليها بالصدفة أما مع وجود خدمات مثل القيم باس فذلك الحاجز يصبح ضعيفاً ويسمح بتسليط الضوء مجدداً على تلك الألعاب أمام ناظري اللاعب ويجربها وتحظى بنصيبها من الإهتمام رفقة بقية الألعاب.
لو استطعنا العودة بالزمن للوراء رفقة الخدمات التي نحظى بها اليوم لحظيت العديد من الألعاب وفرق التطوير بفرصة أقوى للبقاء بالسوق وأن لا تنتهي قصصهم بنهايات مؤسفة، هذا ما تسعى مايكروسوفت بمنع حدوثه مجدداً من خلال خدماتها التي تثبت أهميتها ببناء السوق وتطوره وتمكين المزيد والمزيد من اللاعبين من الوصول إلى ألعابهم المفضلة دون أي حواجز قد تقع بسبب عوامل السعر. اليوم القيم باس ساهم بإرجاع الكثير من الإهتمام لسوق الأجهزة المنزلية بعد أن سلبته منها الأجهزة الذكية ومن يدري مستقبلاً ما يمكن أن نحصل عليه من مايكروسوفت؟

"ألعاب الطرف الثالث"
هذا الجانب المهم من مؤتمر مايكروسوفت والذي تم الإنتقاص منه كثيراً "وللأسف" من قبل محللين مخضرمين بإعلام الألعاب، ما لا يعلمه البعض بأن ما شاهدناه من ألعاب الطرف الثالث كان حصيلة جهود لا تقل عن 6 أشهرٍ متواصلة من السفر والبحث حول العالم عن ألعاب المبدعين واستعراضها للجميع على خشبة مسرح الإكس بوكس والتي كانت دائماً وأبداً وسيلة توضيحية للمستهلكين لتعريفهم بكمية الدعم الذي ستحصل عليه منصة الألعاب التي يختارون اللعب عليها فما الخطأ في ذلك أو لماذا الإنتقاص؟ هذه رسالة أحببت بأن أوجهها لكل إعلامي يقرأ التحليل والآن لنعُد لمسارنا.
"الدعم الياباني" علمنا منذ العام الماضي بأن مايكروسوفت قد بدأت التحرك لمعالجة نقص الألعاب اليابانية على منصة الإكس بوكس تحديداً منذ لحظة إلغاء مشروع سكيل باوند، وقد لاحظنا مدى جدية ذلك خلال أقل من عام واحد بتوفر كمية كبيرة من العناوين اليابانية على المنصة وعدد منها يتوفر للمنصة لأول مرة بتاريخه للإكس بوكس. هذا العام العمل كان مضاعفاً من هذه الناحية وقد برهن المؤتمر على ذلك من خلال الألعاب اليابانية التي عُرضت فيه والتي لم يتوقعها الغالبية من اللاعبين والإعلاميين من ضمنهم كاتب هذا المقال نفسه، لذا يمكن الإطمئنان على مستوى الدعم الياباني لمنصة الإكس بوكس مستقبلاً وأذكر جيداً كيف لم يمكنني تجربة أية ألعاب يابانية مميزة على الإكس بوكس حتى النصف الثاني من العام 2017.
استعراض "القوة التقنية" وإمكانيات الإكس بوكس كان أحد الأغراض من استعراض ألعاب الطرف الثالث أيضاً ومعظم عروض الألعاب إن لم تكن جميعها كانت تعمل على جهاز الإكس بوكس بدقة 4K وأعلى إعدادات ممكنة وهنا تطمئن الشركة مالك الجهاز بأن استثمارك ب 500 دولار عليه لن تضيع سدىً والدعم مستمر له إضافة لغرضٍ آخر وهو الإثبات بأن جهاز الإكس بوكس هو جهاز الألعاب المنزلي الأقوى ولا يوجد أفضل منه من ناحية العتاد التقني وهذه الأغراض لن تتحقق إن إكتفت الشركة بعرض حصريات جهازها فقط بل بأكبر كمية ممكنة كما شاهدنا من خلال المؤتمر والتي تضم قائمة منوعة موجهة لكافة الأذواق.

دحر "الشائعات" وإبعادها عن مسامع ملاك المنصة وذلك تجسد في حضور كل من لعبتي سكيرو ودفل ماي كراي 5 اللتان استغلهما محبي جمع المشاهدات والأصداء الإعلامية أشد استغلال ببث الكثير والمثير من الشائعات عن كونهما حصريتان للمنصة المنافسة، قد لا يؤثر ذلك بالنهاية على خطى فريق الإكس بوكس ولكن كثرة الإصغاء إليه يؤدي إلى زعزعة ثقة ملاك المنصة وإنحباطهم عن كون الفريق لا يؤدي واجبه بنساط كما يفعل المنافسين لذا ظهور هاتان اللعبتان كانت خطوة عبقرية أخرى من فريق الإكس بوكس تحتوي على رسالة مفادها بأن لا نصغي لكل ما يتناقله الإعلام وأن الإكس بوكس هو الصوت المباشر دائماً وأبداً للجماهير.
وعلى ذكر "الصوت المباشر" فقد أدرك رئيس ننتندو الأسبق ساوتوري ايواتا قيمة هذه الحقيقة قبل البقية بعد ملاحظته على إبتعاد جماهيرهم عن منصة الوي يو والإنشغال بما يتناقله الإعلام عن أخبار المنصات المنافسة Ps4/ X1 بتلك الفترة وإن لم يقوموا بتدارك الأمر بتلك لإزداد إبتعاد جماهيرهم وربما ضياعهم بشكل نهائي. حرص فريق الإكس بوكس على تقديم صوته بشكل مباشر لجماهيره من خلال ما تم استعراضه على خشبة مسرحهم من ضمنها تلك 50 لعبة التي إستهان بقيمة حضورها جزء من الجهات الإعلامية والتي وللأسف الشديد لن يقوموا بحملها إلينا كما يفعل فريق الإكس بوكس، فلِمَ التذمر يا ترى؟

"ثقوا بالمستقبل"
اختتم رئيس الإكس بوكس مؤتمر هذا العام بإعلان لم يحسب حسابه الكثير من المحللين وهو الإعلان رسمياً عن بدء العمل على الجيل القادم من أجهزة الإكس بوكس وبذلك تنتهي سلسلة طويلة من التوقعات المشككة عن خروج الشركة من سوق ألعاب الفيديو التي تناقلها الإعلام لسنوات وتغنى بها البعض. نعتقد بأننا اقتربنا من نهاية تحليلي المتواضع لمؤتمر XBOX E3 2018 المليء بالرسائل والمختلف كلياً عن أي مؤتمر شاهدته من قبل وحتى مع استغراق شهرٍ كاملٍ من التحليل لازلت أعجز عن قراءة كافة جوانبه مما يدفعني لتصنيفه كمؤتمر للتاريخ ولا يسعني حالياً سوى التفاؤل لما هو قادمٌ لمنصة الإكس بوكس والإستمتاع بها.
لا تنسوا مشاركتنا النقاش ونأمل بأن سطور التحليل لم تكن مملة وحتى نلقاكم مجدداً تقبلوا تحيات محدثكم وإلى اللقاء.